منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة: وزارة الفلاحة التونسية تسلمت، قرابة 100 من حشرة الدعسوقة، التي تساهم في القضاء على الحشرة القرمزية
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، “فاو” يوم امس الاثنين 24 جوان/يونيو 2024، أن وزارة الفلاحة التونسية تسلمت، السبت 22 جوان/يونيو 2024، قرابة 100 من حشرة الدعسوقة، التي تساهم في القضاء على الحشرة القرمزية المنتشرة في تونس والتي تفتك بمساحات التين الشوكي أو ما يعرف باللهجة التونسية بـ “الهندي”.
وتسلمت تونس هذه الدفعة من حشرة الدعسوقة استجابة لطلب سبق أن تقدمت به وزارة الفلاحة التونسية، للحصول على المساعدة التقنية لمكافحة الحشرة القرمزية، حسب ما أفاد به مكتب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “فاو” في تونس.
وسيمكن استعمال حشرة “الدعسوقة” من ضمان المكافحة البيولوجية للحشرة القرمزية وفقًا لبيان صدر عن “فاو”، يوم الاثنين 24 جوان/يونيو 2024.
وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن ثروة تونس من التين الشوكي تجعل منها ثاني منتج عالمي للتين الشوكي، بعد المكسيك بزهاء 550 ألف طن سنويًا، فيما تحتل تونس المركز الرابع عالميًا على مستوى حجم صادرات هذا المنتوج الفلاحي.
كما وفرت المنظمة الأممية للأغذية والزراعة ميزانية عاجلة بقيمة 500 ألف دولار لمكافحة الحشرة القرمزية بهدف الحد من انتشار هذه الآفة في المناطق الموبوءة مع تطبيق إجراءات مكافحة ميكانيكية وتشخيص للأصناف المتأقلمة مع المكافحة البيولوجية.
ويشار إلى الحشرة القرمزية التي تنتشر بسرعة وتفتك بثمار التين الشوكي سبق أن انتشرت في 8 ولايات تونسية وهي المهدية، وسوسة، والمنستير، وصفاقس، والقيروان، وسيدي بوزيد، وزغوان ونابل أيضًا، كما تم بتاريخ 3 ماي/أيار الإعلان عن كشف أول بؤرة للحشرة القرمزية بالقصرين، الولاية التي تحتلّ المرتبة الأولى وطنيًا في إنتاج التين الشوكي.
ويذكر أن غراسات التين الشوكي تمتدّ على حوالي 600 ألف هكتار في تونس، وفق تصريح سابق لمدير عام ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى بوزارة الفلاحة والصيد البحري، عز الدين شلغاف، بتاريخ الثلاثاء 16 أفريل/ نيسان 2024.
وأوضح المسؤول بوزارة الفلاحة أن الحشرة القرمزية هي حشرة غازية لتونس، ومصدرها أمريكا اللاتينية، ووصلت إلى بلادنا لأول مرة في خريف 2021، وبدأت تجتاح مساحات التين الشوكي منذ ذلك التاريخ، مشدّدًا آنذاك على العمل لجلب حشرة “الدعسوقة” من الخارج للمساعدة في التغلّب على “الحشرة القرمزية”.
ويشار إلى أن الحشرة القرمزية لم تكتفي بالفتك بإنتاج التين الشوكي لتطال منازل المتساكنين في المناطق الموبوءة، حيث اشتكى مواطنون لـ”الترا تونس” من انتشار الحشرة القرمزية بشكل كثيف في البيوت بعد غزوها المناطق الفلاحية، بشكل يمنعهم حتى من فتح النوافذ، دون أن تنفع معها المبيدات الحشرية.
وتعتبر الحشرة القشرية القرمزية Dactylopius opuntua، وفق تعريف سابق لوزارة الفلاحة التونسية، من “الآفات الخطيرة بالنسبة لغراسات التين الشوكي إذ أنها تلحق أضرارًا بليغة بهذا النبات لكونها تمتص نسغ أو عصارة النبتة فتظهر على الألواح مناطق مصفرة تتسع شيئًا فشيئًا لتؤدي في النهاية إلى سقوط اللوح المصاب وموت الجذع في حالة شدة الإصابة”.
وتنتشر هذه الآفة بسرعة كبيرة إذ تقوم الريح بحملها من مكان إلى آخر، كما يمكن أن تنتقل هذه الحشرات عبر التصاقها بالآلات الفلاحية والشاحنات وصوف الأغنام والأعلاف “التبن” القادمة من المناطق الموبوءة، علمًا وأن التين الشوكي المعروف في تونس باسم “الهندي” يلعب دورًا هامًا، وفق وزارة الفلاحة، في مقاومة التصحر والمحافظة على التنوع البيولوجي، كما يُستعمل في عدة مجالات كغذاء للإنسان أو كمصدر أعلاف للدواب أو لتصنيع منتجات علاجية وأخرى تجميلية.