بين الموروث الشعبي و الخرافة ..أصل كلمة “قرة العنز “

بين الموروث الشعبي و الخرافة ..أصل كلمة “قرة العنز ”

تنتهي اليوم 13 فيفري 2024 ما يُعرف في التقويم الفلاحي بفترة ‘العزارة” (انطلقت منذ يوم 3 فيفري الحالي)، والتي تتميز بتقلّب الأجواء من النقيض إلى النقيض، أي من البرد الشديد والأمطار الغزيرة إلى الصحو والاعتدال.

وتلي تلك الفترة “قرّة العنز” التي تنطلق من اليوم الثلاثاء 14 فيفري إلى غاية 19 من الشهر نفسه، وهي فترة شديدة البرودة. ويعود أصل التسمية إلى كلمة “الڤيرّة La guerre” بالفرنسية أي الحرب.

وسميت بهذه التسمية لأنها بمثابة الحرب المناخية على فصيلة العنز، نظرا لنحافته وشدّة تأثّره ببرودة الطقس.

ولأن فترة “قرّة العنز” قد تكون من أبرد أيام السنة، فهي تتسبب في موت بعض الحيوانات والماشية، وخصوصاً الماعز ، ولهذا سميت بـ”قرة العنز”.

• الأسطورة الأمازغية ل “قرة العنز ” :

تقول القصة الاسطورة التي تقف وراء التسمية، والتي دارت أحداثها في الأيام الاخيرة من شهر الناير أو ينّاير(جانفي ) (حسب التقويم الأمازيغي الفلاحي) وهذه الأيام توافق فترة نص شهر فورار ” فبراير ميلادي “، أي 14 من شهر فورار ” فبراير  (فيفري)، فعندما تمت الليالي الأربعين وأيام العزارة مع نهاية شهر ينّار، خرجت العنز تضحك على الشتاء لانه لم يتمكن من قتلها في البرد والصقع، فاغتاظ الشتاء منها، فاستلف يوما من شهر فورار ، ولهذا أصبحت أيام شهر فورار ناقصة، بسبب هذا اليوم الذي اضيف لشهر يناير ليصبح 31 بوم ، وعندما عاد البرد قتل العنز.

• من الامثال التي قيلت في فترة “قرّة العنز”:

• عندما خرجت المعزة بعدما قل البرد وقالت للشتاء : عديت يا طوبي ما بليت عرقوبي. فرد الشتاء على المعزة وقال لها : عدي لخوي فورار ايحط قريناتك في النار، ونسلّف نهار من عند فورار ونخلي قرونك يلعبوا بهم الصغار في ساحة الدوار.
• وقيل: الماعز لا يحتمل البرد والصقيع، وعندما قل برد الشتاء وانتهى شهر ينار وبدأ شهر فورار، شعرت المعزة بالدفيء فمدت رجليها وقالت “طز عليك يا ينّار خش فورار وماصارلي شيء”. فرد عليها ينّار وقال لها : “لو يسلفني خوي فورار فرد نهار اندير في العيله هوله ونكب الشائب عل بوله ونرمي قريناتك في النار”.

وفي فترة سلف المعزة أو ڨرّة العنز، كان الأجداد من مربو الماشية يفضلون عدم الخروج للرعي لخوفهم على الماعز من البرد.