المهدية ميناء ، يعود للعهد البوني منقور في الشاطئ الصخري بمنطقة برج الرأس :

المهدية ميناء ، يعود للعهد البوني منقور في الشاطئ الصخري بمنطقة برج الرأس  (صور) :

تحفة أثرية تعود للعهد البوني، عندما كان اسم المهدية رأس افريقية، هو ميناء للصيد البحري ، منقور في الشاطئ الصخري، بمنطقة برج الرأس بالمهدية، ميناء يدل على تطور الملاحة و الصيد البحري في ذلك الزمان.

موقع استراتيجي : يحتل هذا الميناء منخفضا يفصل بين مرتفع سيدي جابر ومرتفع البرج الكبير، على الساحل الجنوبي الشرقي لشبه جزيرة المهدية (رأس افريقية قديما) ، حيث يوجد في مكان محمي من الرياح الشمالية الغربية، وايضا مفتوح لمراقبة ساحل رأس افريقية، من القراصنة و الأعداء.

القيمة تاريخية : آثار تعود للحضارات القديمة , أثبتت البحوث التاريخية و بحوث علم الآثار أن هذا الميناء المنقور في الحجارة يعود إلى العهد البوني وتواصل استعماله كمرسى للسفن التجارية والحربية إلى العهد العثماني (اواسط القرن 18 ميلادي). تبلغ مساحة هذا الميناء المستطيل الشكل 8250 متر مربع ، في حين يفوق عمقه الأصلي 10 أمتار و بإمكانه إحتواء 30 مركبا. لا تزال آثار الأسوار المحيطة به و آثار البرجان اللذان يحرسان مدخله بارزة إلى حد الآن. و هذا المعلم يبين كذلك قيمة البحر بالنسبة لسكان المهدية منذ الأزل و إلى حد هذا الزمان ، مما انعكس على الخصائص المحلية للمطبخ “المهدوي ” الذي يرتكز بالأساس على خيرات البحر، قديما و في وقتنا الحالي.

تهميش هذا المكسب الأثري : للأسف الشديد لا توجد أي إشارة للتعريف بهذا المعلم الأثري المادي ، و لا وجود لأي نص تعريفي لهذا المعلم. فعديد الزوار الأجانب و المحليين يمرون بجانبه دون معرفة قيمته التاريخية او اي معلومات تخص هذا الميناء. كذلك على مستوى الصيانة و الترميم هناك إهمال كبير للاسوار المحيطة بهذا الميناء، و خاصة البرجان اللذان يحرسان مدخل الميناء، فقد اندثرا نسبة 70 بالمائة. إذن فرغم قرب هذا المعلم من المسلك السياحي الثقافي في منطقة برج الرأس بالمهدية ، الا ان مصالح التراث و الثقافة و السلط المحلية (بلدية المكان)، لم تثمن هذا المعلم و لم تجعل منه قيمة مضافة لاستغلاله جيدا في التعريف بالمخزون الحضاري و الثقافي للجهة ، حتى يكون رافدا من روافد التنمية المحلية المستدامة.

#ميناء_بوني #تراث_مادي #خصائص_محلية #المهدية

عمل صحفي : شاكر بريك.