أشرفت آمال بلحاج موسى وزيرة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السنّ، امس الجمعة 31 ماي 2024 على الجلسة الافتتاحيّة لورشة إختام مشروع “تمكين المرأة لأدوار الرّيادة في منطقة الشّرق الأوسط وشمال افريقيا” الذي ينجز بكلّ من تونس والمغرب والأردن، وذلك بحضور Lorraine Diguer سفيرة كندا بتونس و ليلى هواوي المديرة الإقليميّة لمنتدى الاتّحادات الكنديّة.
وأكّدت الوزيرة في كلمتها الافتتاحية أنّ اختتام هذا المشروع يمثل فرصة لتقييم المنجز خلال السنوات الفارطة خاصة فيما يتعلق بتعزيز دور النساء في المراكز القياديّة ومواقع المسؤولية والقرار، منوّهة بإسهامه في معاضدة جهود الدولة التونسية فيما يتعلق بتعزيز دور المرأة الريادي، ومبينة أنّ آفاق التعاون في هذا المجال تبقى متاحة من أجل تحقيق الأهداف المرسومة.
وأعلنت الوزيرة أن هذا الموكب يتزامن مع إعداد التّقرير السّادس للجمهوريّة التّونسيّة حول التّقدّم المحرز في تنفيذ إعلان ومنهاج عمل بيجين والذي يستعرض في بابه الرابع الخطوات الهامة التي قطعتها تونس على مستوى مشاركة المرأة في الحياة العامّة وصنع القرار وزيادة تمكين المرأة للتّعبير والمشاركة وآليّات تعزيز المساواة بين الجنسين.
وشرحت آمال بلحاج موسى أهم ما ورد في التقرير من حيث الإجراءات المتّخذة على مستوى رئاسة الحكومة لتعزيز إجراءات التّعيين في الوظائف المدنيّة العليا وإعداد مخطّطات التّكوين بعنوان السّنوات 2024/2026 وتكريس مبدأ تكافؤ الفرص عند تشريك الأعوان، فضلا عن إصدار قرارات تتعلّق بتنظيم وفتح حلقات تكوينيّة لفائدة الإطارات الإداريّة بمعهد القيادة الإداريّة بالمدرسة الوطنيّة للإدارة.
وأضافت أنّ سنة 2024 تميّزت بتعيين أكبر عدد من عضوات الحكومة خلال السنوات الخمس الأخيرة حيث بلغ عددهنّ 10 وزيرات أي بنسبة تقدّر بـ 42%، مبيّنة أن تونس تسجّل اليوم حضورا لافتا ومشاركة واسعة للمرأة في مختلف مسارات التنمية، حيث تمثّل الفتيات 70% من مجموع حاملي الشهادات الجامعية، و 69% من إجماليّ المتحصّلين على الدكتوراه، كما أنّ نسبة حضور المرأة في إطار التدريس تجاوزت 50% مقابل 49.3% في مجال العلوم و55% في قطاع البحث العلمي.
وفي هذا الإطار أفادت الوزيرة أنّ حضور التونسيّات يعتبر لافتا أيضا في قطاعات القضاء والطب بنسب تتجاوز عتبة الـــــ 50 % وإجمالا تقدّر نسبة تواجد النّساء في المناصب القياديّة بــ36%.، مضيفة أنّ نسبة القيادات الأمنيّة النّسائية المتواجدة صلب الوحدات المختصّة بالبحث في جرائم العنف ضدّ المرأة والطّفل بكلّ من الإدارة العامّة للأمن الوطني والإدارة العامّة للحرس الوطني شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة الممتدّة من سنة 2019 إلى سنة 2023 حيث ارتفعت من 21.12% إلى 38%، مضيفة أن نسبة مشاركة العسكريّات في بعثات حفظ السّلام ارتقت إلى 29.03% سنة 2023.
ومن جهتها بيّنت Lorraine Diguer سفيرة كندا بتونس أن المرأة التونسيّة القياديّة أثبتت قدرتها على تحقيق التغيير ، موضحّة أنّ دعم بلادها لهذا هذا المشروع يهدف إلى تعزيز جهود تونس لتكريس المساواة ودعم قدرة النساء والفتيات في مجال ريادة الأعمال والقضاء على الصور النمطية المتعلقة بالنوع الاجتماعي مؤكدة أن التعاون التونسي الكندي الوثيق يشمل مختلف المجالات ويقوم على شراكة فاعلة مع مختلف المؤسسات المركزية والمحليّة.
وأفادت ليلى هواوي المديرة الإقليميّة لمنتدى الاتّحادات الكنديّة أن هذا المشروع الممّول من طرف السفارة الكندية يهدف إلى دعم مشاركة النساء في مواقع القرار وإلى دعم تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل، مبينة أن هذا المشروع أخذ بعين الاعتبار الأولويات والخصائص الاجتماعية والثقافية الوطنية وتضافرت في إطاره جهود الشركاء للمساهمة في تكريس المساواة بين الجنسين ودعم القدرات في مجال حماية النساء وتعزيز مشاركتهنّ في مسارات التنمية.
كما تم خلال الجلسة الافتتاحية عرض مداخلة عن بعد Sheela Embounou مديرة منتدى الاتّحادات الكنديّة استعرضت خلالها المؤشرات الخاصة بنجاح برنامج تمكين المرأة لأدوار الرّيادة في تونس من خلال استهدافه لحوالي 7 آلاف مستفيدة ومستفيد بهدف تكريس حوكمة دامجة وشاملة تشمل النساء والرجال على حد السواء، معربة عن أملها في تواصل تنفيذ هذه التجربة بالتعاون مع ممولين دوليين.
وتمّ في ختام الجلسة الافتتاحيّة إسناد السيّدة آمال بلحاج موسى وزيرة الأسرة والمرأة والطّفولة وكبار السنّ درع منتدى الاتّحادات الكنديّة تقديرا للأدوار الأساسيّة والمتقدّمة التي اضطلعت بها الوزارة في قيادة المشروع وإنجاحه.
كما شهدت هذه الورشة مشاركة عدد هم من إطارات الوزارات الشريكة في البرنامج والقيادات النسائية على المستويين المركزي والجهوي و الأساتذة الجامعيين وممثلين عن الجمعيات والمنظمات الوطنيّة والدولية.