أخبار وطنية

القصرين :خطر انتشار الحشرة القرمزية

today19 يناير، 2024 6

Background
share close

القصرين : خطر انتشار الحشرة القرمزية

 

تمتد ضيعات التين الشوكي المعروف بـالهندي أو “سلطان الغلّة” على مساحة جملية تناهز 100 ألف هكتار بولاية القصرين، تنتج سنويا 250 ألف طن من الثمار، منها 3 آلاف هكتار هندي بيولوجي منتصبة حولها 7 شركات لتحويل ثمار التين الشوكي إلى عدة منتوجات منها تجميلية وغذائية (مواد تجميل، عصائر، رُب، مربى، عسل ..) من بينها 4 شركات مصدّرة كليّا لثمار “الهندي” ومشتقاته.

و يعدّ قطاع التين الشوكي القطاع الثاني بولاية القصرين بعد قطاع التفاح، حيث يوفر سنويا حوالي 80 مليون دينار ويشغل قرابة 40 ألف موطن شغل موسمي و3 الآف موطن شغل قار.

ونظرا لأهمية هذا القطاع الواعد بالولاية، المهدّد حاليا بخطر الحشرة القرمزية، ركّزت المصالح الفلاحية المعنية بولاية القصرين مجهوداتها لرصد هذه الحشرة ومتابعتها بصفة مستمرة تحسبا لانتقالها للجهة.

و في هذا الاطار تم رصد الحشرة سنة 2016 في المغرب الشقيق بعد أن ظهرت لأول مرة في المكسيك، وفي سنة 2021 رصدت في تونس وتحديدا في معتمدية شربان بولاية المهدية، ثم اجتاحت سنة 2023 الساحل التونسي بأكمله (ولايات المهدية وسوسة والمنستير)، ثم انتقلت إلى ولاية صفاقس ومنها إلى ولايتي القيروان وسيدي بوزيد وتحديدا الى معتمدية جلمة المتاخمة لولاية القصرين.

و في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء اكد رئيس مصلحة الصحة النباتية بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالقصرين، مختار العلاقي،، أن الجهود مرّكزة بالجهة على المراقبة اليومية لمناطق الإنتاج وخاصة في كامل حدود ولايتي القيروان وسيدي بوزيد عن طريق فرق إرشاد،  من اجل تحسيس و اعلام كل من الفلاحين و المنتجين و فرق الغابات و فرق الصيد بخطورة الحشرة القرمزية و علاماتها و الاجراءات المستوجبة للتصدي لها ،إضافة إلى تنظيم أيام إعلامية في الأسواق الأسبوعية والتجمعات السكنية والمدارس والمناطق الريفية عن طريق سيارات مجهزة بمضخمات للصوت إلى جانب تسخير فني في كل معتمدية وعلى مستوى مصلحة الإنتاج للصحة النباتية بمندوبية الفلاحة لتلقّي الانذارات والتحوّل على عين المكان للتثبت من وجود الحشرة من عدمه.

وأشار إلى أنه تم اقتناء 200 لتر من الأدوية وإبرام اتفاقية مع مقاول للتدخل في صورة رصد أول بؤرة بالجهة على مسافة 4 كلمترات بكلفة تقدر بـ45 ألف دينار.

وكشف ذات المصدر أن مقاومة الحشرة القرمزية صعبة نظرا لعدم توفر دواء ناجع وقادر على القضاء عليها بنسبة 100 بالمائة، على اعتبار أن هذه الحشرة لديها قشرة تتقوقع داخلها تمنع دخول الدواء اليها كما أن التغيرات المناخية سواء كانت الحرارة مرتفعة أو منخفضة لا تؤثر عليها.

وقال، في هذا الصدد، إن “القضاء على هذه الحشرة الخطيرة يتم بواسطة حفر المنطقة المصابة وتقليعها بالكامل وردمها في عمق مترين، وتتولى المصالح الفلاحية المعنية القيام بهذه العملية ” مؤكدا أنّ المبيد الوحيد الذي يمكن له اختراق قشرة الحشرة لايزال إلى حد الآن قيد التجربة في المخابر.

وشدّد على أهمية القضاء على البؤرة الأولى لحشرة القرمزية نظرا لسرعة تكاثرها وانشارها بشكل كبير جدا، فهي تبيض حوالي 250 بيضة في 24 ساعة، وتصبح حشرة بالغة في ظرف 21 يوما وتتكاثر بكثافة كبيرة جدا ولديها 5 أجيال (حشرة واحدة تبيض 250 بيضة في الشهر بعد خمسة أشهر تصبح بالمليارات) وهي حشرة ماصة للمادة الخضراء للتين الشوكي (تجففها تماما وتقتلها) وتنتقل عبر وسائل نقل الحيوانات أو المنتوجات الفلاحية (التين الشوكي)، وعبر الرياح والأشخاص وصوف الأغنام التي ترعى في ضيعات التين الشوكي.

و في ذات السياق، صرح العلاقي أن كلفة القضاء على الحشرة القرمزية باهضة من حيث الإمكانيات المادية والمعدات فالكلمتر الواحد يتطلب حوالي 15 ألف دينار،حيث شدد في هذا الإطار على ضرورة اليقظة التامة والرصد المتواصل لاكتشاف البؤرة الأولى والتدخل الفوري لتطويقها ومجابهتها.

Written by: dream fm

Rate it

0%