الصلاة على الكرسي وفي الصفّ الاوّل …ماذا يقول الدّين؟ الشيخ ناجي بوقدر يُجيب
ظاهرة الكراسي في المساجد إلى أين؟هذه هي النتيجة لما يغيب الفقه .فالفقه يقول: يؤدي المصلي الصلاة قائما مستقلا فإن لم يقدر فقائما مستندا فإن لم يقدر فجالسا مستقلا فإن لم يقدر فجالسا مستندا، _وهذه الأربعة الترتيب بينها واجب _ فإن لم يقدر فعلى جنبه الأيمن فإن لم يقدر فعلى جنبه الأيسر فإن لم يقدر فعلى ظهره، وهذه الثلاثة الأخيرة الترتيب بينها مستحب.هذا هي مراتب الصلاة ، فلما ترك الفقه استفحلت ظاهرة الصلاة على الكراسي ، فأصبحت كثيرا من المساجد أشبه مايكون بالكنائس والسؤال المطروح ، هل القرون السابقة لم يكن فيها شيوخ وكبار السن ؟فكيف كانوا يؤدون الصلاة ؟ “أعطونا مثلا صورة لشيوخ 1400هـ ،1990م وهم يصلون على الكراسي”فقبل ثلاثة عقود من الزمن لم نكن نسمع بالصلاة على الكرسي ، ولكن سرعان ماانتشرت في مساجدنا ، فعلى علماء الأمة أن يدركوها في دينها “فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”ولهذا سالنا الشيخ الجليل ناجي بوقدر فافادنا بما يلي :
الصلاة على الكراسي
انتشرت ظاهرة الصلاة على الكراسي بالنسبة للمرضى والعجز، حتى أصبحنا نجد داخل المساجد عدة كراسي وأحيانا مقاعد طويلة…
وفي فقه الصّلاة نجد:
1/أنّ المصلّي إذا عجز عن القيام أي الوقوف، أو كان الوقوف يسبب له مشقة فادحة، أو كان يخشى بالوقوف زيادة مرضه وتعكر حالته أو تأخّر شفائه… فإنّ له أن يستند إلى حائط أو غيره، وهذا هو الأفضل، ولكن له أن يصلي جالسا دون استناد… فإن لم يقدر على الجلوس دون استناد استند…
فإن عجز عن الوقوف والجلوس يصلّي على جنبه الأيمن، فإن لم يقدر صلى على جنبه الأيسر، فإن لم يقدر صلى على ظهره ورجلاه للقبلة، فإن لم يقدر صلى على بطنه ورجلاه للقبلة…
وإذا كان قادرا على الوقوف، ولا يقدر على الركوع والسجود والجلوس، يصلي واقفا ويومئ (يحني رأسه) إشارة للركوع والسجود…
وإذا كان قادرا على الوقوف والجلوس، ولا يقدر على الرّكوع والسجود، يحني رأسه للركوع وهو واقف، وللسجود وهو جالس…
2/ ومن المهم الإشارة إلى أن المصلّي الّذي يقدر على الوقوف عند التكبير وقراءة الفاتحة وما تيسّر من القرآن والركوع، لكنه إذا سجد وجلس لا يقدر على الوقوف، فإنه يتصرّف كالآتي: إذا قدر على القيام بعد السجود مع الاستناد لشيء يفعل ذلك، وإن لم يقدر، يصلّي الركعة الأولى مع الوقوف، ثم يتمّ صلاته وهو جالس…
والذي لا بد من الانتباه إليه في كل هذا، أنّه لا مجال في الصّلاة للجلوس على الكرسي…
3/وبما أنّ الصّلاة عبادة، فلا بد أن تكون على الهيئة التي وردت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلم، في حال الصّحّة وحال العجز… والثّابت أنه عليه الصلاة والسلام حين أقعده المرض لم يطلب كرسيا ولا جلس في مكان مرتفع، وإنّما جلس على الأرض… وهو صلى الله عليه وسلم قد قال: ( صلوا كما رأيتموني أصلّي)…فلماذا نعدل عن هيئة الصلاة التي ثبتت عن النبيّ عليه الصّلاة والسّلام إلى هيئة الكراسي التي لم يُنقل عنه أنّه صلّى بها ولو مرّة واحدة…
4/الصلاة على الكرسي أو بالجلوس على السّرير رخصة خاصة بمن لا يستطيع الوقوف ولا الجلوس على الأرض ولا الركوع ولا السجود… أي لا يستطيع إلا الجلوس على كرسيّ أو مكان مرتفع… وهي حالة استثنائيّة يصلّي فيها كما يستطيع…
هذا والله أعلم…