أعلن الناشط السياسي، الصافي سعيد، في بيان اليوم الجمعة، إنسحابه من سباق الإنتخابات الرئاسية، قائلاً “عزمت الانسحاب بشجاعة بدل الانبطاح والتذلل، ذلك أن القائد السياسي عليه أن يعرف متى يتقدم وأين يجب أن يقف ومتى ينسحب !”.
وأوضح سعيد في بيانه أنه “بعد يوم من ايداعه لملف ترشحه للإنتخابات الرئاسية 2024، أعلمته الهيئة أن الملف غير مستوفى الشروط من ناحيتين (البطاقة عدد 3 والتزكيات الشعبية المنقوصة) بعد احتسابها من قبل الهيئة في غياب أي طرف رقابي محايد”، وفق تعبيره.
وأضاف قائلاً: “والحقيقة لم أتفاجاً، ولكنني شعرت بالراحة، فكما لو أن جبلا قد انزاح عن كاهلي. ففي تلك اللحظة رأيت بالعين والعقل أن الفرص غير متكافئة وأن الحواجز مرتفعة جدا، وأن مفاتيح وقواعد ومعايير المباراة غير واضحة… لهذا ولأسباب أخرى عديدة عزمت الانسحاب بشجاعة بدل الانبطاح والتذلل، ذلك أن القائد السياسي عليه أن يعرف متى يتقدم وأين يجب أن يقف ومتى ينسحب ! كان بإمكاني أن أضيف كمية اخرى من التزكيات الشعبية، ولكن مانفع ذلك، اذا كان قرار ترشحي سيصطدم بإسقاط قوائم التزكيات أو اسقاط البطاقة عدد 3”.
وأردف بالقول: “أعترف أنني كدت أن أشارك في تأثيث مسرحية “وان” مان شو” قصيرة جدا ورديئة جدا، ما كان علينا جميعا أن نقبل بها منذ البداية، وبدلا من أن نضع برامجنا ونعرض أفكارنا ونتناظر حول مستقبل بلادنا، غرقنا في سباق من الحواجز فوق أرضية من السباخ والأوحال. ان السلطة بهوسها وصولجانها هي التي تسحق رجالها. فأغلبهم يندفعون إلى محرابها كرجال شجعان، ولكن اذا تمادوا في ارضاء صخبها و هوسها، يغادرون كرجال صغار وجبناء”، حسب تعبيره.
وختم قائلاً: “في النهاية، اتوجه بالشكر والعرفان لكل الأصدقاء والمحبين والأنصار والأحرار الذين ساعدوني في جمع التزكيات ووقفوا معي بسواعدهم وأذهانهم وقلوبهم من أجل أن يروا بلدهم يسير إلى الأمام بجدارة وثبات. وكما قال كارل شرودر في روايته “سيدة المتاهات” “يا سيدي، لا يمكنك المغامرة يمكنك التنافس الحر ويمكنك الفوز، ولكن لا يمكنك الفوز إلى الأبد، فأية شجاعة هذه التي تجعل اليأس يعلو بصاحبه فوق الإحساس باليأس نفسه”. …… و إلى جولة أخرى”